•.
.•.. بقايــــا إنســــان ..°•.
.•°
فى ليلة حالكة السواد غاب عنها القمر ،
وتحت غصن بالى من أنين الشجر
جلست أتذكر من كانت تمسح عنى آلامى ومن كانت تدفىء برد أيامى ،
وتجتاح بحنانها أحلامى ....
امشى تائها فى جنون ابحث عنها بين الغصون ،
وتبكى عينى ويدمى قلبى ناظرا للسماء
بأنين البكاء داعيا ربى يخفف كربى ،
فاليوم رحلت عنى وتركتنى وحدى
لا اعلم هل انا أحيا أم اقترب موتى ...
لا اكاد اصدق لا استطيع الكلام فقد كان هو الموعد لخمود الاحلام ،
ذهبت فى سعاده أجرى من لهفى واضحك من فرحى ،
جريت نحو بيتها والابتسامة تعلو قسماتى
اريد رؤيتها ودهشة عينيها من مفاجآتى ،
وصلت لبابها وقلبى يكاد يطير فرحا انا على أعتابها وصدرى منشرحا ،
دخلت حجرتها اريد ان اريها هديتها واثارة دهشتها ....
فإذا بلون اسود يحيط المكان وعيون ملأتها الاحزان ،
وقلوب خلعت من ويلات الزمان ،
لم انتبه اليهم فلا مكان اليوم للأحزان
ابحث عن حبيبتى كى تقوم كما وعدتنى وتزدان،
فاليوم خرجت من مشفاها وغدا زفافنا غدا سألقاها فى عرس زواجنا ،
لقد وجدتها ...ها هى فى السرير .....
لا لا ما هذا .. ؟ ماذا حدث ؟ اين حبيبتى ؟
من غطاها بذلك الثوب الابيض ..؟ ماهذا ... ؟
ماذا تقصدون ... ؟ لا لا قومى ياحبيبتى
احضرت لكى هديتكى ثوبا ابيضا افضل مما هو عليكى ....
قومى وارتديه ... لماذا لا تجيبين ؟
الا تسمعين ؟ قومى وارتدى فستانك ...
قومى كى نحقق حلما تأخر ... قومى كى يفرح قلبى ويفخر ....
لماذا لا تجيب ؟ لماذا لا تقوم ........ ؟ لماذا تبكون ؟
لا احد يبكى فاليوم يفرح الفؤاد وتقر العيون ....
حبيبتى .. هل تسمعين ؟ انا حبيبك .... انا فارسك النبيل
هيا اجرى معى فبك تخطيت المستحيل ..
فإذا بيد تهدىء من وجلى وعيون تبكى من اجلى .،
تقول لى لا جدوى فقد رحلت ..........لالا،
لا احد يقول ذلك هى وعدتنى انها ستعود ونسعد فى يوم مشهود
طالما وعدتنى فما اخلفت منى الوعود
فإذا بى لا اشعر الا وانا ملقى على ظهرى،
بجانبى عيون تشد من ازرى واشياء وضعت فى صدرى ،
لا استطيع الرؤيه بوضوح لا استطيع الكلام
.
وها أنا ذا بقايا انسان بعضه على الارض
وبقاياه بعيدة عن المكان ،
اتذكرها اشتاق اليها ،
اشعر بقلبى كهف مهجور وعيناى قاربت على فراق النور ،
اليوم اجلس وحدى بين عذابى ووجدى ،
كم هو مؤلم ذلك الفراق اشعر وكانه سم بلا ترياق ،
حاربت من اجل فوزى بها ، عشت اياما احلم بزواجها ،
دفعنى حبها الى المستحيل ، وانتظرنا من الزمان وقتا طويل ،
اردت تعويضها عن ماقاسينا من عذاب ...، اردت ان اطير بها الى السحاب ...فماذا جنيت من حياتى سوى ذكرى قلب وسراب ....
فالدنيا لا تديم شيئا على حال لان ذلك من قبيل المحال .
ايها البحر الشاهد على حبى لها ،
وايتها السماء التى اظللتى قلبى مع قلبها ...،
وياتلك الارض التى أقلت قدمى وهى تجرى فى لهفة نحو قدمها..،
ويا تلك الاغصان التى جمعت عينى بعينها ...
وياتلك العيون التى بكت عليها ... اشهدكم بانى لن انساها..
ولن اعيش الا على ذكراها ..ومن الآن انتظر لقياها
ومن غدا راحل فى كل مكان جمعنى وإياها
تحياتي